تخطى إلى المحتوى

طَلَباً لأفياءِ ساقية

بعدَ غيابٍ دامَ ردحاً من الزمن، بادرني الشاعر الصديق دخيل الحارثي بقصيدةٍ يقول فيها: تعالَ، فبيني وبينك إلفٌ وبيني وبينكَ أيامنا الماضية … لقد كان حَاضرُنَا يزدهي بالأرومةِ يا صاحبي، ما دهاك؟ وماذا تراك تقولُ… طَلَباً لأفياءِ ساقية

مَا يُمكنُ قَولهُ بِلا مَجاز

لطالما أحببتُ ألعابي الحياتية خارج الكتابة، منذُ بدأتُ سلسلةَ علاقاتي المثمرة بدعوةٍ من إحدى القططِ الساكنةِ لشرفةِ الله ، إلا أنني لم أتعود المكوث في طابقٍ واحدٍ طوال الوقت، لقد تعودَ مزاجي على الخروجِ من… مَا يُمكنُ قَولهُ بِلا مَجاز

صَلاة

الإلهةُ النائمةُ بجانبي لا تتعرى ليدي عندما أعبثُ بجسدها، بل تنهرتي بصوتٍ نائمٍ لا يكفي لصدِّ غبارِ الشهوة. يَدُها التي تَصُدُّنِي تَكنِسُ غُباريَ الأرجُوَانِيَّ. وأنا أُصرُّ على مُعاودة الهبوبِ وطَمرِهَا بالغُبَار. أنا رسولُ الترابِ، ورحمةُ… صَلاة

وكَم ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ

الشعرُ الصادقُ لا يلتمسُ العذرَ ليخالف الحقيقة أياً يكن الموضوع، وأياً تكن القضية. والمتنبي – على كثرةِ مجاملته لسيفِ الدولةِ ومبالغته في مدحه- إلا أنه لا يجامل إلا بما هو حقيقي. أنتَ كريم، إذن أنت… وكَم ذَا بِمِصْرَ مِنَ الْمُضْحِكَاتِ

إيدَاعٌ أمْ إبْدَاعْ؟

الدراسةُ لم تُغير وجهَ العالم، ولكن الإبداعَ هو الذي يُغيره. القدرةُ على الخلق هي أسمى القدرات الإنسانية، لأنها صفة إلهية. أكاديمياً، لم يكن أينشتاين منذُ صغرهِ يتقبلُ كثيراً فكرةَ النظام المدرسي، بل كان يكره رتابته… إيدَاعٌ أمْ إبْدَاعْ؟

عينٌ عَلَى الْقِراءَة

ليسَ من قبيلِ المبالغة أن يُعتبر الكتاب ذاكرة الإنسانية، أو امتداد الذاكرةِ والمخيلة، فكما يقول بورخيس: من بين كل أدوات الإنسان، يُعد الكتاب الأكثر إثارة للدهشة دون أدنى شك. الأدوات الأخرى امتداداتٌ لجسمه، فالميكروسكوب والتليسكوب… عينٌ عَلَى الْقِراءَة

أنْسَنَةُ رَقَائِقِ السِّيلِكُون

الاختيارُ من بين الجماليات مهمةٌ مقدسة، يتصدى لها مَنِ يجدُ في نفسه القدرة على أن يكونَ هُلامياً، قابلاً للنفاذ، قابلاً لتوصيل التيار الكهربي، مَنْ يجدُ في نفسه القدرة على احتواءِ الطاقةِ الأصلية للجمال وإيصالها إلى… أنْسَنَةُ رَقَائِقِ السِّيلِكُون

إعياءٌ كسولٌ، لم يقضِ عليَّ

عندَ كلِّ مرةٍ أتناولُ فيها حبة دواء، يُصيبني هاجسٌ بأنَّ الحبةَ ستخطئُ طريقها إلى حلقي، وتنحشرُ بدلاً من ذلكَ في القصبةِ الهوائية، أو تستقرُّ في تجاويفِ الرئة، فأختنقُ من الفكرةِ، وأترددُ كثيراً قبل تناولِ أي… إعياءٌ كسولٌ، لم يقضِ عليَّ

في مصرَ لا تَتَشابَهُ السَّاعَات

كانت مصرُ لساعاتٍ معدودةٍ، وكما هي دوماً بالنسبةِ لشخصٍ ما، فاجعةً تفتحُ أحضانها للعابرين والمقيمين. كانت هاويةً تبتلعُ قدرةَ العابرِ على الدهشةِ الأولى، وتُجددُ إحساسَ المقيمِ بالمنفى. كانت أيضاً، أسلوباً للمشي المتواصلِ ليلاً حتى التعب.… في مصرَ لا تَتَشابَهُ السَّاعَات